الثلاثاء 27 اغسطس 2024

مساجد تاريخية| «السيدة عائشة».. قصة هدم وبناء مسجد عروس آل البيت

مسجد السيدة عائشة

ثقافة28-5-2024 | 08:29

أحمد البيطار

يقع مسجد ومقام السيدة عائشة في شارع يحمل أسمها في حي الخليفة قرب ميدان القلعة، وهو أشهرالمساجد التاريخية الموجودة في مصر وقبلة لمحبين آل بيت النبي محمد.

 السيدة عائشة

يظن البعض أن مسجد السيدة عائشة بالقاهرة ينسب إلى زوجة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ولكنه ينسب إلى السيدة عائشة بنت جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر ابن الإمام على زين العابدين ابن الإمام الحسين ابن الإمام على بن أبى طالب، وهى أخت الإمام موسى الكاظم.

ولدت السيدة عائشة وتربت في بيت والدها الإمام جعفر الصادق في الكوفة، وقد انتقلت للعيش في مصر، حتى توفيت فيها عام 145هـ، ودفنت في منزلها الذي كانت تستقبل به زوارها.

عروس آل البيت

يقول المؤرخ أبو الحسن السخاوي إن السيدة عائشة مدفونة في مصر، كما أنه عاين قبرها في تربة قديمة على بابها لوح رخامي مُدون عليه (هذا قبر السيدة الشريفة عائشة من أولاد جعفر الصادق).

وظلت السيدة عائشة في مصر 10 شهور فقط وتوفيت عن عمر ناهز 22 عامًا، وأطلق عليها المصريون لقب "عروس آل البيت"، وكان ضريحها يتكون من حجرة مربعة تعلوها قبة، وظل على هذه الحال حتى القرن السادس الهجري، حين أمر صلاح الدين الأيوبي ببناء مدرسة ومسجد بجوار الضريح.

مسجد ومقام السيدة عائشة

فى عام 1762 م هدم المسجد القديم وأعاد بناءه الأمير عبدالرحمن كتخدا، ثم هدم المسجد وأعيد بناؤه عام 1971، حين تم إنشاء كوبرى السيدة عائشة، وبحسب المؤرخون فالصورة الموجود بها الجامع حاليا أبهى مما تم بناؤه عليه فى عهد الأمير كتخدا، وكتب على باب القبة: «لعائشة نور مضىء وبهجة وقبتها فيها الدعاء يجاب».

ظل ضريح السيدة عائشة مجرد مقام بسيط يقصده المصريون للتبرك، وحتى القرن السادس الميلادى، أى طيلة ما يزيد على 300 عام بعد رحيلها، كان المقام عبارة عن حجرة مربعة تعلوها قُبة، إلى أن كان أول ترميم له فى زمن الدولة الفاطمية، أما التطوير الأول فكان فى زمن صلاح الدين الأيوبى، فعندما بدأ فى بناء سور طوله 15 كيلو يحيط بعواصم مصر الإسلامية الأربع: (الفسطاط، العسكر، القطائع، القاهرة)، ولما اتضح له أن مسار السور سيفصل الضريح ويجعله خارج "القرافة"، فإنه أمر ببناء مدرسة لتحفيظ القرآن تُلحق بالضريح، على أن يُفتح باب فى السور قريبا منه سُمى بباب السيدة عائشة .

بنى الأمير عبد الرحمن كتخدا مسجدا للسيدة عائشة، وكان صغيرا بالقياس الى ما نراه الآن، أما المسجد على هيئته الحالية فقد تم بناؤه فى بدايات زمن الرئيس السادات عام 1972، فمع أعمال تطوير الميدان وإنشاء الكوبرى العلوى تقرر هدم المسجد القديم الذى كانت جدرانه قد تصدعت وأحجاره تآكلت، وبناء مسجد يليق بحفيدة الإمام الحسين.

وفي مارس2022، أعلنت وزارة الأوقاف المصرية تطوير مسجد السيدة عائشة ورفع كفاءته بالتعاون مع مؤسسة "مودة"، ليظل مقصدًا وواجهة يأتي إليه الزائرون من شتى بقاع الأرض، ضمن خطة تطوير "مساجد آل البيت".